غـزة
بفرحة الأطفال،
وصرخَة الأمَّهات،
وَقُنبلة يَلهو بها محمد على قارِعَة الطَّريق،
قَطَّعَت أصَابِعَه؛
نُغًنّي للفَرَح!
...
رُحماكِ يا أم العبد، تَجلِسين على عَتبة الدار تنتظرينه!
تُرى هَل أَخَذَه البحر إلى هُناك؟!
لماذا لَم يَعُد بَعد؟!
قال لي أنه ذاهب لكي يأتي بِعَروسِه؛
الحورية!
هل سَتَحضُرُ عُرسَهُ؟!
اليوم حنّا الحَنُونة،
اليوم يوم فرح وعيد، اليوم عُرس العَبِد،
هل ستأتي؟!.. ستأتي،،
(خَليني ألَحِّق) أعمل خَلطة الحِنَّة، وأزين الـ (سِدِر) بالورد والريحان!
ستأتي النساء اليوم.. ولم يأت بَعد!
...
ألوان الفِسفور على وَجهِك تَرسُم الحِكايَة!
حَفرتْهُ أخاديدَ لتَسكُبَ الدُّموع مِن عَيني أُمِّك وهِيَ تَحضُنك إلى صَدرِها!
بَرداً وَسلاماً على خُدودكَ يا حبيبي!
هَل سَيأتي الطبيب اليَوم يا أمّي ليَنْزِعَ الغِطاء عَن عَينَي؟! .. اشتَقتُ للمِرآة!
...
دَثَّرَهُما بِمِعْطَفه المُقَطّع مِن آثار القَصف!
بَحَث عن الفأس،
في كُلِّ مكان حُفَر!، فَلِمَ الفأسُ يا أحِبَّتي!
هُنا كنتم تلعبون،..(حُفرة)
وهنا كنتم تنامون،..(حُفرة)
وهنا كانت أمُّكُم تُطعمكم،..(حفرة) .. أين أمُّكُم؟!
هُنا مكان القَذيفَةِ الأكْبَر، سَأدفِنَكُم مَعَهَا.. هُو أزكَى لَكُم!
...
كانت تُمَشِّط شَعرها، وكانت النِّسَاءُ يُغَنينَ بَين يَدَيها؛
(سَبَّل عُيونُه، ومَد إيدُه يِحَنُونه)
انسابَت دَمعَة عَلى خَدِّها وهي تََرقُبُ الباب!
أصوات العُرسِ وَرَصَاصهم يَختَلِطُ بِقَصفٍ مِن كَافَّة الجِهَات،
فاختلط الحناء بالأحمَرِ القَانِي!
...
رَفَعَت يَديها تَتلَمَّسُ شيئاً ما غَاب عَنها في يَومٍ من الأيام،
كانت كُلُّ القُلوب نقيّة صَافِيَة تَبحَثُ عَن الحَياة!
تَبَدَّدَ الظلام، وَهَلَّت الأمطار تَحمِل بَين طَيَّاتِها عِشق السَّماء،
فأصبَحَت مَنارَة للسَائِرين،
وَقِبْلَة الأحرَار!
...
...