الأسباب المعينة على القيام لصلاة الفجر
ما هي الأسباب التي تساعد المسلم على القيام لصلاة الفجر ، علماً بأنه ينام مبكراً لكنه لا يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس؟
الواجب على كل مسلم أن يتقي الله ، وأن يصلي الصلوات الخمس في أوقاتها في المساجد في جماعة المسلمين ، وأن يحرص على جميع الأسباب التي تعينه على ذلك ، ومن الأسباب التي تعينه على صلاة الفجر في الجماعة أن يبكر في النوم ، و يركب الساعة في الوقت المناسب حتى يقوم للصلاة في وقتها ، ويحضر الصلاة مع الجماعة ويجتهد في سؤال الله التوفيق والإعانة ، ويأتي بالأوراد الشرعية عند نومه ، وبذلك يوفقه الله - إن شاء الله - للقيام في وقت الصلاة وأدائها مع الجماعة .
العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله
تارك الصلاة لا يصاحب
هل يجوز للإنسان أن يصاحب رجلاً آخر لا يصلي أحياناً ، بل أكثر الأوقات ؟
لا يجوز للمسلم أن يصاحب مثل هذا الشخص الذي يترك الصلاة في بعض الأوقات ، بل يجب عليه أن ينصحه ، وينكر عليه عمله السيئ ، فإن تاب وإلا هجره ، ولم يتخذه صاحباً ، وأبغضه في الله ، حتى يتوب من عمله المنكر ؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )) أخرجه الإمام أحمد وأهل السن بإسناد صحيح عن بريدة ابن الحصيب رضي الله عنه ، وخرج مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة )) ، فالواجب على كل مسلم أن يحب في الله ، ويبغض في الله ، ويوالي في الله ، ويعادي في الله ؛ كما قال الله سبحانه : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } ( الممتحنة الآية 7 ) ، و يجب الرفع عن مثل هذا إلى ولاة الأمور - إذا كان في بلد يحكم بالشريعة الإسلامية - حتى يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل؛ لأن حد من ترك الصلاة و لم يتب هو القتل ، كما قال تعالى : { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} ( التوبة الآية 5 ) ، فدلت هذه الآية الكريمة على أن من ترك الصلاة ولم يتب لا يخلى سبيله ، بل يقتل . والصحيح أنه يقتل كافرا ً؛ للحديثين السابقين وغيرهما ، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (( إني نهيت عن قتل المصلين )) ، فدل ذلك على أن من لا يصلي لم ينه عن قتله ، بل يجب قتله إن لم يتب ؛ لما في ذلك من الردع عن هذه الجريمة العظيمة . نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يوفقنا وإياهم للثبات على دينه ، إنه سميع قريب .
العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله
تتبع المساجد طلبا لحسن الصوت
ما حكم تتبع المساجد طلبا لحسن صوت الإمام لما ينتج عن ذلك من الخشوع و حضور القلب ؟
الأظهر و الله أعلم أنه لا حرج في ذلك إذا كان المقصود أن يستعين بذلك على الخشوع في صلاته ، ويرتاح في صلاته ويطمئن قلبه ، لأنه ما كل صوت يريح ، فإذا كان قصده من الذهاب إلى صوت فلان أو فلان الرغبة في الخير وكمال الخشوع في صلاته فلا حرج في ذلك ، بل قد يشكر على هذا ويؤجر على حسب نيته ، والإنسان قد يخشع خلف إمام ولا يخشع خلف إمام بسبب الفرق بين القراءتين والصلاتين ، فإذا كان قصد بذهابه إلى المسجد البعيد أن يستمع لقراءته لحسن صوته وليستفيد من ذلك وليخشع في صلاته لا لمجرد الهوى والتجول بل لقصد الفائدة والعلم وقصد الخشوع في الصلاة ، فلا حرج في ذلك وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : (( أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى )) فإذا كان قصده أيضا زيادة الخطوات فهذا أيضا مقصد صالح .